اخبار عربية

غوتيريش والفيتو يقتلان غزة.. والصمت الدولي شريك

جريدة موطني

حقوقي : غوتيريش والفيتو
يقتلان غزة.. والصمت الدولي شريك! كفى تحميل مصر والأردن

بقلم : نبيل أبوالياسين

في ظل صمت دولي مخيف وتواطؤ غير مسبوق، تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في طحن البشر والحجر في غزة، مخلفةً وراءها دمارًا ومجاعة غير مسبوقة. يتساءل العالم بحسرة، لماذا يق

ف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مكتوف الأيدي، ولا يُعلن صراحةً عن المجاعة المحدقة بقطاع غزة؟ إن دماء الأطفال والنساء، وجثث المرضى الذين أنهكهم الجوع، تستصرخ الضمير العالمي، بينما تستمر لعبة السياسة القذرة التي تجعل من “الفيتو” أداة لقتل الشعوب وتدمير الأوطان. كفى تحميل مصر والأردن وحدهما المسؤولية، فالصمت العربي والإسلامي الشامل، واكتفاء الجميع بالفرجة، هو شريك في هذه الجريمة النكراء.

الفيتو: صك براءة لجرائم الإبادة والتجويع

إن مجلس الأمن الدولي يقف عاجزًا أمام أفظع جريمة إبادة جماعية وتجويع في التاريخ المعاصر. سبب هذا العجز هو “فيتو الدم” الذي تستخدمه دول بعينها لحماية الجلاد، مما يجعل أي قرار يهدف لوقف المذبحة حبرًا على ورق. الأمم المتحدة، بتكوينها الحالي، تُظهر عجزًا مخزيًا عن فرض أي قرار يُنفذ لوقف المجاعة المتعمدة التي يمارسها الاحتلال. هذا الفيتو ليس فقط عائقًا أمام السلام، بل هو ضوء أخضر لإسرائيل لمواصلة تدمير مجتمع بأكمله، بينما تتضور غزة جوعًا تحت أنظار العالم.

اعترافات إسرائيلية تفضح المخطط، وأوروبا وأمريكا شريكتان

حتى المنظمات الإسرائيلية نفسها، مثل “بتسيلم الحقوقية”، تعترف بالإبادة والتجويع في غزة، وتحذر من أن هذه الجرائم ستمتد. لقد أكدت أن الوضع يستدعي تحركًا دوليًا لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية. ورغم هذه التحذيرات، لم تتحرك أوروبا والولايات المتحدة لوقف الإبادة، بل ساهمتا في امتدادها بالدعم العسكري والسياسي غير المشروط. هذا يؤكد أن الإبادة والتجويع في غزة تتم بإدارة وتواطؤ دولي، بهدف واضح هو التهجير القسري لسكان القطاع، بينما يتم تضليل الرأي العام العالمي بتصريحات زائفة.

تصريحات مخادعة ومساعدات وهمية: مأساة على مرأى العالم

في إطار مسكنات لا تغني ولا تسمن من جوع، يدّعي ترامب أن مراكز توزيع الطعام ستكون مفتوحة بلا قيود، وأن إسرائيل قادرة على إيصال الغذاء. هذه تصريحات كاذبة تُظهر نفاقًا واضحًا، فبينما يتضور أطفال فلسطين جوعًا، يُريد ترامب أن يُشكر على تسليح وتمويل الإبادة. مكتب الإعلام الحكومي في غزة يؤكد أن أكثر من 40 ألف رضيع معرضون للموت البطيء، مطالبين بفتح المعابر فورًا. تصريحات السيسي عن شاحنات المساعدات المصرية الضخمة لا تجد طريقها، بينما يؤكد مسؤولو الطوارئ بغزة أن ما دخل القطاع لا يكفي نصف يوم من الاحتياج. هذا التضليل المستمر يؤكد أن حملة التجويع مستمرة على مرأى ومسمع العالم.

كفى تحميل مصر والأردن: أين السند العربي الحقيقي؟

لقد آن الأوان لنتوقف عن تحميل مصر والأردن وحدهما مسؤولية المأساة في غزة. فهاتان الدولتان لم تجدا سندًا عربيًا حقيقيًا في مواجهة الضغوط الهائلة، بل ويواجهان تحديات خطيرة بمفردهما، فضلًا عن التحديات الإقليمية الأوسع. منذ ما يقرب من عامين، لم نرَ تحركًا فعليًا من باقي الدول العربية، لا سيما دول الخليج، لدعمهما أو اتخاذ إجراءات مساندة. أين هي أدوات الضغط التي يمتلكونها؟ لماذا لا تحث شعوب دول الخليج حكوماتها على استخدام النفط كورقة ضغط على أوروبا وأمريكا، كما فعلوا بنجاح في السابق؟ أم أن مصالحهم أهم من دماء وأرواح أشقائهم في غزة؟ الصمت والتقاعس الجماعي هو ما يشجع على استمرار الإبادة والتجويع.

صوت غزة الأخير: صرخات جوع، حصار قاتل، وصمت عربي

صرخات الجوع تتصاعد من غزة، فحتى منظمة الأونروا تؤكد أن فتح جميع المعابر وإدخال المساعدات بكثافة هو السبيل الوحيد لتجنب تفاقم المجاعة. مدراء المستشفيات في غزة يحذرون من موت جماعي بسبب سوء التغذية ونقص حليب الأطفال، ويؤكدون أن ارتفاعًا غير مسبوق في عدد المرضى الجدد يُودي بحياة الأطفال. وفي خضم كل هذا، لا يزال المسؤولون في غزة يطالبون أشقاءهم العرب بترك الإدانة واتخاذ خطوات حقيقية لوقف الإبادة والتجويع، فما دخل القطاع لا يغير شيئًا.

نهاية الصمت: هل تصحو الضمائر؟

بينما تُصنف هولندا إسرائيل كتهديد لأمنها بسبب التدخل السياسي وحملات التضليل، وتُعرب عن قلقها من تهديدات إسرائيلية أمريكية للمحكمة الجنائية الدولية، يظل السؤال: إلى متى سيبقى العالم صامتًا أمام هذه الوحشية؟ 147 فلسطينيًا، بينهم 88 طفلًا، لقوا حتفهم بسبب المجاعة في يوم واحد. والصحف الغربية تكشف زيف الأكاذيب الإسرائيلية، وتؤكد غياب أي مبرر لتجويع المدنيين. العالم يُحرم من رؤية الحقيقة بسبب قتل الصحفيين المحليين ومنع الإعلام الدولي. ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل هو محاولة ممنهجة لتدمير المجتمع الفلسطيني بالقتل الجماعي وخلق ظروف كارثية. آن الأوان للضمائر أن تستفيق، وللفعل أن يحل محل التصريحات، قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى